Tuesday, October 11, 2011

عن النوبة و النصارى و ثقافة الأقليات...و الفتنة اللى مش طائفية و أزمة الهوية


"جو" مسلم و مسيحى إيد واحدة و عنصرى الأمة و الهلال مع الصليب و الأغانى فارغة المضمون أصبحت حلول جوفاء تخلو من المعنى و العمق و الفاعلية...الشعور يأتى أحياناً أننا -كمسلمين و نصارى- عاجزين عن فهم ما يطلق عليه خطاً "التوتر الدينى" أو "الفتنة الطائفية" و إسلوب التعامل معها, ظاهرة نريد أن تعالجها أو نتجنب حدوثها لكن لا نعرف كيف و لا متى ؟

دعونا نتعرف أو نعرف المشكلة و دعونا نعرف لماذا فى بعض الدول تعيش مئات الطوائف و المجموعات بدون هذه التوترات الزائدة عن الحد.

و هل نحن كمصريين نتقبل ثقافة الأقليات تاريخياً؟...كل هذه أمور تستحق البحث للتعرف على المشكلة.

تعاملت بشكل مباشر مع قضية النوبة ...و هى تشابه فى معطيات التعامل معها بعض القضايا من قبل النصارى... نتيجة لعهود كانت تريد أن تفرض صبغة معينة من العشوائية على الهوية المصرية دون السماح لأى أقليات بممارسة حقوقها و مقابلتها بوابل من التخوين و الحجر و التحجيم حتى أصبحنا بلا هوية.

أهل النوبة تجد إنتمائهم كبير جداً لمصر ينافسون أهل القاهرة و القناة و الأسكندرية و سيناء فى شدة إنتمائهم و حبهم لهذا الوطن و لكن كان التعامل معهم من قبل –نتيجة لممارسات ديكتاتورية- على أنهم ملف أمنى و كل ما يطلبونه يعنى رغبة فى "الإنفصال" كفزاعة لهذه القضية....
....غير أننا لم نخرج بعد كل حدث مع قضية النوبة نقول حسنين و حسين  إيد واحدة مثلاً أو عنصرى الأمة النوبى و الغير نوبى ؟؟؟
النصارى أيضاً تجد إنتمائهم شديد لمصر و يحلمون و يطمحون لهذا الوطن بغض النظر عن أى إعتبارات أخرى.


و لكننا نمر بأزمة هوية حقيقية هل المصريون نوبيون أصلاً و باقى المصريون مهجنون ؟؟؟ هل المصريون نصارى أصلاً ثم جاء الدين الإسلامى فأسلم الغالبية من المصريين ؟؟؟ هل المصريون فراعنة أم الفراعنة هم الحكام الظالمون للمصريين ؟؟؟ هل و هل و هل .....ألف هل و هل عن الهوية المصرية.

الهوية التى إذا تعرفنا عليها سنحل العديد من المشاكل و التوترات.
و بغض النظر عن الهوية بمنظورها التاريخى....لماذا لا نعيد صياغة و تشكيل الهوية المصرية بعد عهود من الظلام و الحجر و الإستبداد و الديكتاتورية و الفساد....و هى مهمة ليست بالسهلة....و لكننا على الأقل نملك بعض الملامح الأولية لهذه الهوية.

النصارى يجب أن يتوقفوا فوراً عن التعامل مع أى قضية متعلقة بهم على أنها تفرقة قائمة على أساس دينى لأنهم يعلمون كما يعلم كل 
المصريين جيداً أن هذا الأمر ليس من طبيعة المصريين...و يجب أن يعترفوا أن هناك من بين صفوفهم من هم أجهل بدينهم و سماحته من أن يتحدثوا أو يتحركوا بإسمه ليسيئوا إليه كما هو الحال فى صفوف المسلمين و اليهود و العديد من الإيدولوجيات..و المصريون بشكل عام يجب أن يعطوا أنفسهم فرصة لإستنشاق نسيم الحرية بمقومات وطن جديد يتقبل الأقليات التى تضيف تنوع و تملك من المادة الخام لحب مصر الكثير و الكثير.

No comments:

Post a Comment