Sunday, August 11, 2013

إرث الخضر المصرى

إرث الخضر المصرى 

فكر شكل فى نشأته تحدياً  لنظام مبارك الذى ظل رافضاً لنشأة الفكرة على مدار 3 سنوات من 1987 حتى عام 1990 و هذا رد فعل متوقع من نظام عسكرى بوليسى ديكتاتورى فى مواجهة فكرة تتبنى "الحل علمياً و التنفيذ سياسياً" ,لم يتقبلها نظام مبارك, و توجه أصحاب الفكرة للقضاء حتى حققوا إنتصاراً كبيراً بحكم المحكمة الدستورية العليا بالحكم الذى يعتبره من يطلقون على أنفسهم "الخضر المصريون" وساماً على صدر كل منهم ,حكم قال فى حيثياته ما يشير إلى أن هذا الحزب فخراً لكل مصرى ,حزب جاء ليفكر فى المستقبل بشكل علمى فى مواجهة التمسك برجعية الماضى و أمراض صنع الفرعون ,نشأ عندما سمع  بعض المصريون أن هناك مجموعة من الألمان ناموا على شريط القطر لمنع شحنة ألبان أطفال مسرطنة نتيجة حادثة تشيرنوبل ذاهبة إلى أحد الدول النامية ,تلك الدولة النامية كانت مصر ,و بدأت الدعوات من الرواد و تحديداً الكاتب الصحفى عبد السلام داوود بأننا أولى كمصريين بالدفاع عن أطفالنا و مستقبلنا و حق الأجيال القادمة و حق الحياة.

  و بعد حكم المحكمة الدستورية العليا تقدم للحزب حوالى 1000 إستمارة عضوية شكل نسبة من 70-80% أساتذة جامعات و مفكرين و باحثين و قد كان ذلك فى حد ذاته سلاحاً ذو حدين فإما أن يصبح الحزب أكاديمياً بحثياً نخبوياً منفصلاً عن الواقع أو أن تكون ميزة بالقدرة على صياغة حلول عملية على أساس علمى ,بدايةً قدم الحزب العديد من النماذج السياسية الإيجابية و كان له العديد من المواقف ,لم يرأس الحزب من دعا لتأسيسه (أ. عبد السلام داوود) و لكن كان أول رئيساً للخضر أ.د. حسن رجب و هو رجل له من التاريخ الوطنى المشرف و الإبتكارات و الإختراعات العديد و العديد و أدعوكم للتعرف على بعض تاريخ هذا الرجل : نبذة عن حسن رجب.

و بدأ الخضر فى الصعود على الساحة السياسية المصرية بشكل ملحوظ و جدير بالذكر أن حزب الخضر المصرى من أوائل الأحزاب المصرية من حيث تاريخ النشأة (يأتى ترتيبه السابع من حيث تاريخ النشأة) ,و كان الخضر فى ذلك الوقت يمثل طريقاً ثالثاً يختلف عن المعسكر الإشتراكى و عن معسكر الحزب الوطنى ,كان طريقاً علمياً يتبنى حق الأجيال القادمة مع تبنى فكر العدالة الإجتماعية بمدخل مختلف , كان للخضر تواجد فعال فى العديد من القضايا بعضها كان للخضر الريادة فى تحفيز الوعى المجتمعى بها مثل : قضية الألغام بالعلمين و قضايا التلوث و الحقوق البيئية للإنسان و الإستدامة , و عالج برنامج الحزب العديد من القضايا منها العدالة الإجتماعية و بناء الإنسان المصرى و السياسات الإقتصادية و البيئة و الموارد....إلخ . كما أكد الحزب على فكرة ضم الشباب فسمح بضم الأعضاء بدايةً من 16 عاماً مخالفاً لكل الأحزاب الأخرى.


صور من وقفة الخضر فى العلمين فى أوائل نشأته-قضية الألغام

شارك فى صياغة برنامج الحزب الكثير من المفكرين و الباحثين و أساتذة الجامعات و العلماء فبالإضافة إلى أ.د. حسن رجب و أ. عبد السلام داوود , يجب ذكر أحد من كان لهم دور كبير فى نشأة الفكرة و صياغتها و هو أ.د. بهاء بكرى و الذى شكل بفكره منارة للخضر فى العديد من المجالات و العلوم و كان الرئيس الرابع لحزب الخضر بعد حسن رجب ثم عبد السلام داوود ثم كمال كيرة ثم بهاء بكرى . الأمر الذى يفخر به الخضر أيضاً أنهم الحزب الوحيد فى عهد مبارك الذى تناوب على رئاسته خمسة رؤساء فى ممارسة ديموقراطية نادرة فى هذا الوقت حيث جاء د.عبد المنعم الأعصر كرئيساً خامساً للحزب.

د. بهاء بكرى-عن نشأة الخضر

د. بهاء بكرى-عن التغير المناخى

نظم الخضر العديد من الوقفات و الإحتجاجات الخاصة بمختلف القضايا الوطنية و بدأت شعبيته تتزايد و يصل إلى العديد من المحافظات و لم يكن ذلك بالطبع على هوى نظام مبارك , فبدأت خطوات أمن الدولة فى التعامل مع الحزب و كانت القاسمة هو إعتراض الحزب الواضح و الصريح على مشروع توشكى بأنه مشروع لم يقم على أساس علمى و لن يحقق الجدوى المزعومة و هو إهدار للمال العام و جريمة فى حق الوطن من أجل تحقيق مكاسب سياسية شخصية , و تم كما كان متوقعاً إغلاق الحزب من سنة 1995 و حتى سنة 1998 فلم يكن لحزب على هذا الأساس العلمى و بهذا الفكر لينمو بهذه الطريقة و تحت مظلة هذا النظام المستبد ,و خلال تلك الثلاث سنوات ذهبت أغلب كوادر الحزب بلا رجعة و نجح نظام مبارك فى "عسكرة الحزب" و صكه بختم "الحزب الكرتونى" أو ديكور فى ظل هذا النظام الديكتاتورى , و بالرغم من ذلك كانت هناك بعض المحاولات للمقاومة و لكن لم يكتب لها النجاح. 

التواجد الإقليمى و العالمى عن طريق الخضر العريى و الخضر العالمى أيضاً كان حاضراً و كان للخضر المصرى الريادة مع احزاب الخضر فى شمال إفريقيا و حتى و إن لم يكن لتلك الكيانات فعالية كبيرة و لكن على الأقل تم وضع البذرة لنبتة إقليمية مهمة تناقش و تدافع عن قضايا مشتركة متعلقة بحق الحياة و بالإنسان.
صورة للخضر العربى 2008

الخضر أثناء و بعد 25 يناير 2011
رفض الخضر كل أنواع المزايدة و المتاجرة بالثورة إيماناً بأنها ثورة شعب و عندما يعلو صوت الشعب تخفت كل الحسابات الحزبية و المصالح الشخصية و بعد الثورة تم تفويض أحد الشباب الذى لم يبلغ من العمر 40 عاماً و المشهود له بالتواجد الدائم فى ميادين الثورة برئاسة الحزب خلفاً لد. عبد المنعم الأعصر ليكون هشام زايد الرئيس السادس للخضر المصرى و بتواجد د. بهاء بكرى رابع رئيساً للخضر كمدير للمكتب التنفيذى حتى توفاه الله فى نوفمبر 2012 , و كانت مبادىء التجرد و إنكار الذات و الإخلاص بعض المبادىء التى طالب بها د. بهاء بكرى فى المرحلة الجديدة للخضر قبل وفاته رحمه الله , و لم يحقق الخضر أيضاً النجاح المتوقع بعد الثورة للعديد من الأسباب لا يتسع المجال لذكرها أو مناقشتها بالتفصيل فى هذا المقال و لكن بجانب الأسباب الداخلية بالحزب ,بعض الأسباب تتلخص فى حالة التعفف السياسى للثوار بشكل عام و  تخوفهم  من الإستقطاب إلى درجة تنعكس سلباً على فرص مشاركتهم السياسية ,بالإضافة إلى وجهة نظر أغلب النشطاء و العاملين فى المجال البيئى المصرى بأنه يجب ألا يأخذوا نشاطهم فى هذا المجال إلى المستوى السياسى و تفضيلهم للعمل التطوعى و منظمات المجتمع المدنى...إلخ ,و هذا بالطبع لا يعفى من أو يبرر تقصير الحزب و المقتنعين بالفكرة فى إيصال الرسالة.


و يحسب للخضر بعض المواقف منذ ثورة 25 يناير حتى اليوم لم تأتى من باب المزايدة أو المتاجرة بل جاءت مجرد تسجيلاً لمواقف و مشاركة ميدانية حتى لا يعتبر الصمت موافقةً أو إقراراً للظلم أو للأخطاء فى حق الوطن ,فجاءت مشاركة الخضر فى الثورة على نظام مبارك ثم رفض الإعلان الدستورى و الدعوة لإبطال الأصوات فى الإنتخابات الرئاسية و الدعوة للتصويت بلا فى الإستفتاء على الدستور ثم الدعوة للنزول للميادين فى ثورة يونيه تأكيداً على الإلتزام بمساندة الإرادة الشعبية و المبادىء الثورية



كان ذلك مجرد إجتهاد و صورة مختصرة لإرث الخضر المصرى المشرف و الذى سيظل رغم ضعف إمكانياته نبتة لفكرة ليست
محلاً للخلاف متعلقة بحق الحياة و حق الأجيال القادمة و كرامة الإنسان و الاعنف و العدالة الإجتماعية و أدعو كل من يملك وثائق أو مواقف الخضر المصرى أن يقوم بنشرها لنقوم بدورنا فى الحفاظ على و تأريخ هذا الإرث المشرف أملاً فى أن تعلم الأجيال القادمة أن هناك من ناضل من أجل حقها فى الحياة و تستكمل الرسالة بصورة أكثر فعالية و تأثيراً


بعض مواقف الخضر فى القضايا الوطنية (يتم تحديثه) :


دعوة إلى سياسة مستدامة فى مصر و نموذج غير مثالى


السعى لنموذج سياسى ديموقراطى مثالى فى مصر ليس بالمدخل الصحيح للتعامل مع معطيات الأمور بل فى الواقع هو أحد أخطاء ثوار 25 يناير (و هذا لا يعنى بأى حال من الأحوال المساومة على المبادىء و الأخلاقيات أو التخلى عن الحق و لكنه دعوة لتفهم كيفية بناء نموذج مستدام غير مثالى),هذا الخطأ من قبل ثوار 25 يناير أدى إلى عزلتهم و إنفصالهم بل و أدى إلى فقدان الثقة بهم و إلى ظهور جمهور معارض لهم لا يقتصر على أتباع نظام مبارك و لكن إمتد إلى الأغلبية الصامتة , إنطباع تكمن بعض أسبابه فى تعفف الطليعة الثورية السياسى أو حالة "التوهان" ما بين حركات و أحزاب غير فعالة أو مضللة أو النقد اللاذع لكل شىء بدون تقديم حلول بديلة.

يتعين على مصر و العالم تخطى مرحلة جدلية "ثورة أم إنقلاب عسكرى" و يتعين إتخاذ إجراءات فورية يسبقها حالة تفهم عام بأن النموذج السياسى الديموقراطى المثالى غير قابل للتطبيق و لم يكن أبداً قابلاً للتطبيق فى أى مكان و على مر التاريخ , و بأن نموذج غير مثالى غير إقصائى هو أساس سياسة مستدامة فى مصر و أن الدعوات المتعصبة الداعية إلى "إقصاء و سحق الأخر" لن تؤدى بنا سوى إلى ما هو أشبه ب"الأرجوحة السياسية" حيث يحكمنا مجموعة متطرفة من أحد التيارات تقوم عليها ثورة تأتى بمجموعة متطرفة أخرى من التيار الأخر و هكذا فى دوامة مستمرة.

Sunday, August 4, 2013

ليه ثوار يناير "خدوا فشار" !!


الطليعة الثورية قلة فى العدد و تعفف سياسى و عدم قدرة على التأقلم مع تلون و قذارة السياسية و الإصطدام بجيل إما فاسد أو مشلول فكرياً أو يبحث عن مصالحه على أكتافهم و مواجهة إغتيال معنوى و مزايدة و لعنات و إتهامات و تخوين سواء من مؤيدى و محبى نظام مبارك ثم مؤيدى و محبى الإخوان ثم قطاع ليس بالقليل من الشعب "اللا منتمى" بما أنه لم يجد فيهم أو منهم على مدار سنتين و نصف من يتحدى كل هذه الظروف و يقنعه بقدرته على التغيير الحقيقى فى مجريات الأمور و ليس فى المسيرات و الميادين فقط.

ثم وجدت الطليعة الثورية "مرجيحة السلطة" بين الإخوان و العسكر و بطبيعة الحال مؤيدى نظام مبارك يصطادوا فى المية العكرة , و لتلك الأسباب فضل الكثير من الطليعة الثورية "اللى هما عدد قليل فى الأساس" أنه يكتفى بدور المشاهد و "ياخد فشار" و يقعد يتفرج و لكن مع ذلك مازال هناك من لا تزال المبادىء و الأهداف واضحة أمامه لا تتغير و لا تتلون فى إرادة و طموح لعبور هذه المحنة  لتعيد الطليعة شحن الطاقة الثورية و تتخلض من "الفشار" و تعود لتقود.