سيكون خطابى موجهاً إلى الأغلبية الصامتة ممن هم فى حيرة من أمرههم و لا تتضح الصورة بالنسبة لهم فيما يحدث فى مصر الأن بالإضافة إلى من قد يكون وقع فى خطأ كبير بإتباع منافقين قد يضلون به السبيل.
فى ظل كل هذه الأصوات و الأراء و المجدالات من نتبع و من نصدق ؟
الإجابة بسيطة , أتبعوا من لا يسألكم أجراً و هم مهتدون.
و فى هذا المقام أتحدث تحديداً عن الشيوخ و الدعاة ...كانت إجابة أحد شيوخنا على هذا السؤال أتبعوا من تسارعون إلى يده لتقبلوها و ليس من يمد إليكم يده لتعطوه أجراً ,هذا الأجر قد يكون صوت أو كرسى و قد يكون برنامج إعلامى و قد يكون شهرة و جاه.
للأسف بعض من يدعى التدين ,و يتبعه الناس قد يقع فى النفاق ,و قد لا يعلم هو نفسه ذلك و يظن أنه على خير فما بالك بمتبعيه , بل كلما أمن الإنسان على نفسه من النفاق كلما كان أقرب إليه. و خير دليل أن سيدنا عمر إبن الخطاب رضى الله عنه كان دائم القلق من أن يقع فى النفاق فما بالك بعامة المسلمين.
كيف نعرف المنافق ؟
إذا تحدث كذب و إذا اؤتمن خان و إذا وعد أخلف.
و قد تكون خيانة الأمانة بعدم تقوى الله فى العمل خاصة إذا كان متعلق بالعمل العام أو بالإعلام حيث أن الكلمة لها تأثير كبير....فنرى من يكيل بمكيالين و يغلب الأهواء على الحق و فى ذلك خيانة للأمانة و كذب و تغيير للحقائق.و بتالى إثارة الفتن و بالتالى يجب عدم إتباع هؤلاء و عدم التجريح فيهم أيضاً لأن حسابهم على من خلقهم و ليس الأمر من شأننا.
هل ما يحدث فتنة و يجب تجنبها أو الإعتزال فى البيوت و الصمت ؟
مبدئياً تخوين أو تكفير من يعتزل ما يحدث الأن أمر غير مقبول.
أما عن تعاليم الإسلام فهى تحثنا عندما نرى منكر أن نغيره بأيدينا أو بلساننا أو بقلوبنا تحثنا أن يكون المؤمن قوى و لا يخاف فى الحق لومة لائم...و أن أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ...فكيف نسكت عن الحق و لا نهب لتغيير المنكر...فعلى سبيل المثال ما يحدث من هتك عرض النساء و قتل الشيوخ أمر منكر نراه بأعيننا جلى بين ...فكيف ننكره و نخون الأمانة و نزييف الحقائق لنختلق الأعذار للتخاذل عن تغييره أو لنفاق الحكام ؟؟
يا أخوتى إن الإسلام يبنى إنساناً حراً قوياً قادراً على تغيير المنكر و مقاومة الفساد و نصرة المظلومين , فلا تهابوا كلمة الحق و أعلموا أن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار ...و من خير أدعية شيوخنا اللهم طهر قلوبنا من الحقد و الحسد و الكفر و النفاق ...فيما نمر به الأن الحق بيّن و المنكر بيّن و لا مجال لتغيير الحقائق فلا تتبعوا المنافقين المنتفعين و أبتغوا مرضات الله فى نصر الدين و الوطن.