لأكثر من ستة عقود من الزمان و خاصة فى أخر عشر سنوات صور إلينا أن حب الوطن و إلتفافانا من اجله هو إلتفافنا حول كرة لا نجنى من وراء دورانها فى الملاعب سوى فرحة مؤقتة زائفة أو حرقة دم غير مبررة ,و ربما لأنه لم يوجد خاصة على مدار الثلاث عقود الماضية قضية أخرى نجتمع حولها تحت راية الوطن.
بينما تظهر أبسط قواعد المنطق أن حصولنا على كأس أفريقيا ثلاث مرات متتالية او فوزنا على إيطاليا فى كأس العالم للقارات لم يضيف إلى الناتج القومى و لم يشبع الجياع فى حوارى مصر و الأغرب من ذلك أنه لم يستطيع أن يقضى على مشكلة البطالة أو يسد ديون مصر......ملايين تدفع للاعبين و الأجهزة الفنية و ملايين اخرى تصرف على التحليلات و البرامج الرياضية بلا أى فائدة أو إضافة سوى إستخدامها كأفيون للشعب لتشتيت الإنتباه
إنها منظومة فاشلة كان طبيعى أن تسقط بسقوط النظام فى إشارة إلى وجوب إعادة النظر فيها بالكامل لعودتها إلى حجمها الطبيعى لأن شغفنا و حبنا لرياضة معينة لا يجب ان يخرج من نطاق كونها وسيلة ترفيه أو هواية و بالتالى فإعادة النظر فى هذه المنظومة يقتضى إعادة توزيع ما يخصص إليها لضخه فيما يفيد الوطن فعلياً سواء البحث العلمى أو الزراعة و الصناعة على سبيل المثال أما عن حجة ان هذا وضع طبيعى فى أغلب دول العالم فالرد بسيط و أن كل دولة لها ظروفها و اولوياتها و ليس من المنطقى فى مصر خاصة فى هذه الفترة الحرجة أن نصرف الملايين على كرة القدم بينما يجوع الناس و لا يجد الشباب فرص عمل و نواجه أزمة إقتصادية كبيرة.
No comments:
Post a Comment