كتب : هالة فكرى
يقول الكثيرون – وهم على حق – ان معظم من شاركو و من ثاروا لحقوقهم في هذه الثورة كانت ثقافتهم السياسية عذراء. و تقول الارقام و الاحصاءات ان نسبة الحضور في اي من الاستفتاءات او الانتخابات السابقة لم تتجاوز ال 20% من الذين لهم حق الانتخاب. و لجل حظي - اللي زي الفل – كنت انا من هذه النسبة الضئيلة, فمنذ عام أو اكثر قررت ان استخرج بطاقة انتخابية كنوع من المشاركة التي لم افهم نفسي فيها حتى الآن.
بغض النظر عن لغز موقفي في استخراج بطاقة انتخابية, اريد ان اشارككم في تجربتي السعيدة.
كنت في عصر ما قبل الحرية, احرص على الذهاب إلى الانتخابات. و كنت – لجل النزاهة يعني – احاول ان ابحث و اقرأ حتى اتوصل لأفضل المقترحات, و لكن – بعيد عنك – لم اكن لأجد المعلومات الكافية. و كنت إذا حاولت ان آخذ برأي من حولي – ما خاب من استشار برضو – انهالت علي السخريات و الأسئلة و التي لا تبعد كثيرا عن فكرة "لم نصوت في انتخبات و نحن نعلم ان النتيجة ستزور؟".
المهم طبعا كان صوتي يولد من باب العند, فأنا لا انتخب من هو حزب و طني. و كنت لهذا السبب أعطي صوتي لأقوى المنافسين له, سواء كان وفدي ليبرالي أو تجمع اشتراكي أو اخواني. و كنت اخرج من التصويت بإحساس مريح لأنني على الأقل( إذا تم تزوير صوتي) فإني ضمنت" ذنبا كبيرا" لكل من :المشرف على الصندوق و المراقب و الضباط الذين يرعون هذا التزوير و الحزب الوطني بمباركيه. وكنت اشعر انني في ذلك الوقت استطيع ان اكشف رأسي و ادعي عليهم و انا مرتاحة الضمير لأني عملت ما علي.
و ما بعد الانتخابات لم يكن افضل كثيرا, حيث كان كل من ينظر إلي و يرى اصبعي الملون - بالبمبة المسخسخ – يسأل في استغراب يلاحقة بعض الاشمئزاز ... " ايه اللي في ايدك دة؟" ...
و طبعا لم اكن احرص على متابعة النتائج و بالطبع لم استغربها قط.
أما في عصر ما بعد الحرية و اللذي انعم به الله علينا , فالوضع يختلف تماما, ادراكي للموضوع يختلف اختلافا لم اكن قادرة فيما سبق حتى على تخيله. فأنا اشعر بقيمتي المتمثلة في مسئوليتي تجاه هذا الاستفتاء. و الأجمل في هذا كله ان كل من حولي يرى و يشعر بتلك المسئولية, فالكل يقرأ و الكل يتحدث و الكل يتحرىالدقة في الاختيار و هذا لأن صوته اخيرا لن يزور و سيؤخذ في الحسبان تماما كما يحدث في الدول الأخرى التي كنا نقرأ عنها في الكتب و المجلات.
هذا الاحساس بالمشاركة يجعلني افخر بكوني جزءا من هذا البلد. و أهم ما في الأمر انه سيمتلك الجميع اصبع ملون بالبمبة المسخسخ في يوم 19 مارس
بغض النظر عن لغز موقفي في استخراج بطاقة انتخابية, اريد ان اشارككم في تجربتي السعيدة.
كنت في عصر ما قبل الحرية, احرص على الذهاب إلى الانتخابات. و كنت – لجل النزاهة يعني – احاول ان ابحث و اقرأ حتى اتوصل لأفضل المقترحات, و لكن – بعيد عنك – لم اكن لأجد المعلومات الكافية. و كنت إذا حاولت ان آخذ برأي من حولي – ما خاب من استشار برضو – انهالت علي السخريات و الأسئلة و التي لا تبعد كثيرا عن فكرة "لم نصوت في انتخبات و نحن نعلم ان النتيجة ستزور؟".
المهم طبعا كان صوتي يولد من باب العند, فأنا لا انتخب من هو حزب و طني. و كنت لهذا السبب أعطي صوتي لأقوى المنافسين له, سواء كان وفدي ليبرالي أو تجمع اشتراكي أو اخواني. و كنت اخرج من التصويت بإحساس مريح لأنني على الأقل( إذا تم تزوير صوتي) فإني ضمنت" ذنبا كبيرا" لكل من :المشرف على الصندوق و المراقب و الضباط الذين يرعون هذا التزوير و الحزب الوطني بمباركيه. وكنت اشعر انني في ذلك الوقت استطيع ان اكشف رأسي و ادعي عليهم و انا مرتاحة الضمير لأني عملت ما علي.
و ما بعد الانتخابات لم يكن افضل كثيرا, حيث كان كل من ينظر إلي و يرى اصبعي الملون - بالبمبة المسخسخ – يسأل في استغراب يلاحقة بعض الاشمئزاز ... " ايه اللي في ايدك دة؟" ...
و طبعا لم اكن احرص على متابعة النتائج و بالطبع لم استغربها قط.
أما في عصر ما بعد الحرية و اللذي انعم به الله علينا , فالوضع يختلف تماما, ادراكي للموضوع يختلف اختلافا لم اكن قادرة فيما سبق حتى على تخيله. فأنا اشعر بقيمتي المتمثلة في مسئوليتي تجاه هذا الاستفتاء. و الأجمل في هذا كله ان كل من حولي يرى و يشعر بتلك المسئولية, فالكل يقرأ و الكل يتحدث و الكل يتحرىالدقة في الاختيار و هذا لأن صوته اخيرا لن يزور و سيؤخذ في الحسبان تماما كما يحدث في الدول الأخرى التي كنا نقرأ عنها في الكتب و المجلات.
هذا الاحساس بالمشاركة يجعلني افخر بكوني جزءا من هذا البلد. و أهم ما في الأمر انه سيمتلك الجميع اصبع ملون بالبمبة المسخسخ في يوم 19 مارس
No comments:
Post a Comment