Saturday, October 29, 2011

أصنام الثورة


تعودنا على أن نمجد أشخاصاً بعينهم لنقوم بتفريغ مضمون الثورة من داخل كل مصرى لنلخصه فى مجموعة من الأسماء و الأشخاص التى قد تكون فى المقام الأول غير مؤهلة لهذا العبء فتقوم بإعادة ترجمة و صياغة مضمون الثورة إلى ما يهديه إليه عقولهم و ثقافتهم و خبراتهم السابقة....و للأسف يتحول الأمر بمنتهى السهولة إلى نقطة ضعف واضحة جداً تمكن أصحاب المصالح المنتفعين من الأنظمة الفاسدة من إتهام الثورة بأنها مبنية على باطل و أن أبواقها تنم عن معانى جوفاء و شعارات مضللة زائفة.

فيختلط الحابل بالنابل و تصبح الأغلبية الصامتة فى حيرة من أمرها و بدلاً من أن تملأ قيم الثورة قلب و عقل كل شخص فيهم ,يجدوا فى "أصنام الثورة" ما يجعلهم يعزفون عن ذلك و تملأ قلوبهم الشائعات و مسارات الجدل.

لماذا سمحنا لأنفسنا بتنصيب أو تمكين مجموعة من الأشخاص للإساءة للثورة نتبعهم مثل الغنم أليس لنا عقول نميز بها و نعبر بها عن أراءنا أم أن سياسة القطيع تجرى فى دماء العديد و العديد.

مقاطعة مثل هذه الأبواق....مقاطعة "أصنام الثورة" و التيقن بأن عدم الإتفاق معهم لا يعنى عدم الإتفاق مع الثورة - بل على النقيض إن ذلك يأتى فى مصلحة الثورة فى المقام الأول - يساعدنا كثيراً على تصحيح العديد من المفاهيم و يزيد من قدرتنا على زيادة وضوح الهدف.

Tuesday, October 18, 2011

مخطط تقسيم أمريكا


أصبح الأن من المؤكد و المحتم و الموثق و البين أن هناك أيادى خفية و أجندات أجنبية تستهدف الولايات المتحدة الأمريكية ...فأثناء مظاهرات "إحتلوا ول ستريت" و التى خرجت فى مهد و أصل الديموقراطية فى العالم على الأراضى الأمريكية المباركة –التى تمارس الديموقراطية فى أبهى و أجمل صورها- ظهر العديد من الافتات و الأجندات لتأكد على المخطط الأصيل لتقسيم أمريكا إلى خمس دويلات !!!

دويلة الغرب الأمريكى دويلة صغيرة ساحلية يتم إستدراجها إلى حروب مع المعسكر الروسى و ربما اليابانى و إذا أمكن الكورى 
الشمالى و الصينى و الهندى....دويلتان فى الوسط لا تملكان أى منافذ لسواحل ليتمكن الأفارقة من السيطرة عليهم و ينتقموا من كل التجاهل و الإضطهاد الذى عانوه على مر العصور, و دولة الشرق الأمريكى الشمالية يسيطر عليها اليهود برأس ماليتهم المتوحشة و إعلامهم المضلل و يتم زرع الفتن فيها من قبل المعسكر الإشتراكى , و دويلة الشرق الأمريكى الجنوبية يسيطر عليها شباب المكسيك و أمريكا الاتينية.

أحذروا يا شعب أمريكا من سيناريوهات التقسيم المدبرة لكم منذ ألاف السنين و التى إذا لم تتمسكوا بديموقراطيتكم المقدسة الممثلة فى سيطرة حزبين على الحياة السياسية و الخداع الإعلامى و الرأسمالية المتوحشة و حماية إسرائيل بينما تخترق كل القواعد و الأعراف و تمسككم بماكدونلز و برجر كينج و هاليبيرتون و فورد و كوكاكولا....إلخ فلن تقوم لكم قائمة بعد اليوم...

ملحوظة : أثناء مظاهرات "إحتلوا ول ستريت" لوحظ توزيع فول مصرى و تبولة لبنانى و حشيش مكسيكى و بن برازيلى و كاكاو كينى و بهارات هندى على المتظاهرين فى دلالة واضحة و تأكيد على مخطط تقسيم أمريكا.

ملحوظة أخرى : الموضوع مجرد تخيل ساخر و ليس له أى مصدر أو أساس من الصحة

Thursday, October 13, 2011

حرب شوارع بصبغة دينية



عندما تكون بلا عمل و بلا دخل و بلا مسكن نظيف و بلا دراسة و بلا علم و بلا ثقافة ...كيف ستخرج طاقتك؟؟؟

أهلى و زمالك مثلاً....ممكن...فى أيام مبارك كان هذا هو الحال ...و حرب الشوارع كانت موجودة بين بعض من جمهور الفريقين و للعلم كانت خارج سيطرة وزارة الداخلية على الرغم من أنها كانت فى أوج عنفوانها و ظلمها.

إذا بحثنا و تعمقنا فى الأسباب الرئيسية و شاهدنا الحدث من العديد من الزوايا و الأبعاد نجد أن غالباً من يشارك أو يتسبب فى أعمال عنف برداء دينى هم من لا يجدون مجال لتفريغ طاقتهم و عندهم حجم كبير من الكبت نتيجة لظروف إجتماعية و إقتصادية.

و الغريب كيف ينساق شعب بالكامل وراء هذه الظاهرة التى يجب أن يعرف أن وقودها الحقيقى أبعاد لا تمت للأديان بصلة  يتبعه و يؤثر فيه الإعلام الأحمق فى الداخل و الخارج و أبواقه المزعجة.

و كيف لا ندرك أنه مع تحسين الظروف الإجتماعية و الإقتصادية و رفع مستوى التعليم و الثقافة لن نجد مثل هذه المهاترات و حروب الشوارع التى ترتدى رداء الدين.

و كأننا مرضنا بمرض فى العين و نشخص و نحاول علاج مرض بالقلب ....بالطبع لن نتمكن من الشفاء و التخلص من هذه الظاهرة بهذه المنهجية المضللة.

Tuesday, October 11, 2011

عن النوبة و النصارى و ثقافة الأقليات...و الفتنة اللى مش طائفية و أزمة الهوية


"جو" مسلم و مسيحى إيد واحدة و عنصرى الأمة و الهلال مع الصليب و الأغانى فارغة المضمون أصبحت حلول جوفاء تخلو من المعنى و العمق و الفاعلية...الشعور يأتى أحياناً أننا -كمسلمين و نصارى- عاجزين عن فهم ما يطلق عليه خطاً "التوتر الدينى" أو "الفتنة الطائفية" و إسلوب التعامل معها, ظاهرة نريد أن تعالجها أو نتجنب حدوثها لكن لا نعرف كيف و لا متى ؟

دعونا نتعرف أو نعرف المشكلة و دعونا نعرف لماذا فى بعض الدول تعيش مئات الطوائف و المجموعات بدون هذه التوترات الزائدة عن الحد.

و هل نحن كمصريين نتقبل ثقافة الأقليات تاريخياً؟...كل هذه أمور تستحق البحث للتعرف على المشكلة.

تعاملت بشكل مباشر مع قضية النوبة ...و هى تشابه فى معطيات التعامل معها بعض القضايا من قبل النصارى... نتيجة لعهود كانت تريد أن تفرض صبغة معينة من العشوائية على الهوية المصرية دون السماح لأى أقليات بممارسة حقوقها و مقابلتها بوابل من التخوين و الحجر و التحجيم حتى أصبحنا بلا هوية.

أهل النوبة تجد إنتمائهم كبير جداً لمصر ينافسون أهل القاهرة و القناة و الأسكندرية و سيناء فى شدة إنتمائهم و حبهم لهذا الوطن و لكن كان التعامل معهم من قبل –نتيجة لممارسات ديكتاتورية- على أنهم ملف أمنى و كل ما يطلبونه يعنى رغبة فى "الإنفصال" كفزاعة لهذه القضية....
....غير أننا لم نخرج بعد كل حدث مع قضية النوبة نقول حسنين و حسين  إيد واحدة مثلاً أو عنصرى الأمة النوبى و الغير نوبى ؟؟؟
النصارى أيضاً تجد إنتمائهم شديد لمصر و يحلمون و يطمحون لهذا الوطن بغض النظر عن أى إعتبارات أخرى.


و لكننا نمر بأزمة هوية حقيقية هل المصريون نوبيون أصلاً و باقى المصريون مهجنون ؟؟؟ هل المصريون نصارى أصلاً ثم جاء الدين الإسلامى فأسلم الغالبية من المصريين ؟؟؟ هل المصريون فراعنة أم الفراعنة هم الحكام الظالمون للمصريين ؟؟؟ هل و هل و هل .....ألف هل و هل عن الهوية المصرية.

الهوية التى إذا تعرفنا عليها سنحل العديد من المشاكل و التوترات.
و بغض النظر عن الهوية بمنظورها التاريخى....لماذا لا نعيد صياغة و تشكيل الهوية المصرية بعد عهود من الظلام و الحجر و الإستبداد و الديكتاتورية و الفساد....و هى مهمة ليست بالسهلة....و لكننا على الأقل نملك بعض الملامح الأولية لهذه الهوية.

النصارى يجب أن يتوقفوا فوراً عن التعامل مع أى قضية متعلقة بهم على أنها تفرقة قائمة على أساس دينى لأنهم يعلمون كما يعلم كل 
المصريين جيداً أن هذا الأمر ليس من طبيعة المصريين...و يجب أن يعترفوا أن هناك من بين صفوفهم من هم أجهل بدينهم و سماحته من أن يتحدثوا أو يتحركوا بإسمه ليسيئوا إليه كما هو الحال فى صفوف المسلمين و اليهود و العديد من الإيدولوجيات..و المصريون بشكل عام يجب أن يعطوا أنفسهم فرصة لإستنشاق نسيم الحرية بمقومات وطن جديد يتقبل الأقليات التى تضيف تنوع و تملك من المادة الخام لحب مصر الكثير و الكثير.